فضيلة د. حسن سفر

عمر السبيل... السمت  والوقار والأدب

فضيلة د. حسن بن محمد سفر

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

صحيفة عكاظ الاثنين 11 محرم 1423هـ

ودع العالم الإسلامي علماء وفقهاء وأكاديميين ومفكرين علما من أعلام الفقه الإسلامي وأستاذا من أستاذ العلم الشرعي فقها واجتهادا واستنباطا عرف العالم من خلال اعتلائه منبر الخطابة في المسجد الحرام وحلقات العلم في دروسه الأسبوعية التي كان يعقدها لتفقيه وتثقيف وتوجيه طلاب العلم ورواد البيت العتيق وإرشاد الحجاج والمعتمرين بأركان الحج وهدى المناسك تميز هذا العالم برجاحة العقل والسمت الحسن والتواضع الذي هو شامة يوصف بها أهل العلم والفضل فقال القاضي الفضيل بن عياض شيخ الحرم المكي من كبار عباد العلم المتوفي سنة 187هـ "إن الله عز وجل يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار ومن تواضع لله ورثه الحكمة".

التقيت به رحمه الله في ندوات علمية وفي بعض دورات المجمع الفقهي الدولي فوجدت فيه السمت والوقار والأدب والحياء وبشاشة الوجه وطلاقته يتكلم بصوت خافت ورنات مليئة بالإيمان والورع والتقوى ولكن بعبارات جزلة وأسلوب شرعي وعلمي رصين يجالس طلا العلم بتواضع العلماء كأنه واحد منهم وينا قشهم ويقربهم من مجلسه العلمي وقلبه يتباسط معهم قذف الله حب الناس له والارتياح لمجالسته والمؤانسة معه.

كنت أشاهده يلقي على طلاب العلم وتلاميذه من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدروس العلمية النافعة في المسجد الحرام بعد صلاة العصر مباشرة فإذا انتهي من الدرس أو أم المصلين في المسجد الحرام هرعت إليه الجموع من المصلين والطائفين لمصافحته والسلام عليه ويأتي إليه الحجاج من جنسيات مختلفة لتقبيله إلا أنه يسحب يده ولا يرغب أن يقبلها أحد تواضعا وزهدا ووقاراً.

ثابر مجاهد في تحصيل العلمي وحفظ القرآن الكريم في أقصر مدة مع التلاوة والتجويد مستفيدا من علم والده سماحة الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء الذي يعتبر مدرسته الأساسية ولازم كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حميد رحمهم الله جميعا وتأثر بهم وأثروا في منهجيته العلمية وتعرف على طرائق وأساليب الدعوة إلى الله ومناهج الداعي عن طريق هؤلاء العلماء الأجلاء الأفاضل واثمرت رحلاته الدعوية في سبيل الله والتي طاف بمهمتها البلاد الإسلامية بتكليف وتوجيه مباشر من ولاة الأمر حفظهم الله ثمارا يانعة وتأثر بها الشباب وجنود الدعوة في سبيل الله كما في عرضها من قبله رحمه الله ابعاد ومقاصد تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادف المشوب بلين القول وجذب الناس والتحبب إليهم، كانت أوقاته رحمه الله يقضيها في البحث والتنقيب والاطلاع وتحضير دروسه الجامعية ومحاضراته تحضيرا علميا كما أن خطبة الجمعة يعد لها الاعداد الجيد بأسلوب سهل مبسط وعرض شيق ولقد لمست فيه رحمة الله سرعة البديهة والاستعداد الذهني والفكري والذكاء والفطنة التي هي صفات أهل العلم والزهد والورع.

فرحم الله هذا الشيخ الجليل المتواضع واسكنه فسيح جناته وعوض العلم وأهله فيه كل الخير واجزل له الأجر والمثوبة على ما قدم للعلم وطلابه من خير ونفع وانتفاع.

 

 

اختيار الموضوع في: 
عمر السبيل... السمت  والوقار والأدب

فضيلة د. حسن بن محمد سفر

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

صحيفة عكاظ الاثنين 11 محرم 1423هـ

ودع العالم الإسلامي علماء وفقهاء وأكاديميين ومفكرين علما من أعلام الفقه الإسلامي وأستاذا من أستاذ العلم الشرعي فقها واجتهادا واستنباطا عرف العالم من خلال اعتلائه منبر الخطابة في المسجد الحرام وحلقات العلم في دروسه الأسبوعية التي كان يعقدها لتفقيه وتثقيف وتوجيه طلاب العلم ورواد البيت العتيق وإرشاد الحجاج والمعتمرين بأركان الحج وهدى المناسك تميز هذا العالم برجاحة العقل والسمت الحسن والتواضع الذي هو شامة يوصف بها أهل العلم والفضل فقال القاضي الفضيل بن عياض شيخ الحرم المكي من كبار عباد العلم المتوفي سنة 187هـ "إن الله عز وجل يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار ومن تواضع لله ورثه الحكمة"." data-share-imageurl="">