د. حمزة الطيار

    يا عمر تبكيك المنابر

د. حمزة بن سليمان الطيار

صحيفة الرياض 4/1/1423هـ

الحمد الله القائل:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] وأصلي وأسلم على من قال له ربه{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وبعد: فخير أليم، ونبأ حزين، أقلق الفؤاد، وأفجع البلاد والعباد، ألا وهو موت فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام.

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب

متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب

كل ابن انثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

إن فقيدنا المحمول، مجلسه غير مملول،  والقلب بعده مهموم ومحزون، ومجروح ومكلوم.

يا عمر، تبكيك المنابر، ترثيك المآذن تفقدك المعالم. مواطن الله كم جلل بها بالحق  صوتك وكم مشى على دربها شخصك، فلبث سنسن حتى ناداك المنادي، فأجبت الداعي، فنعاك الناعي، وبكاك القاصي والداني، وكل رطب يابس بالي،{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }.

دمث الأخلاق، مفتاح للخير للشر مغلاق، أخرست بقول الحق الأبواق، فبالقلب لفقدك لوعة واحراق، ورعد وبرق وعلى الخدين منه دمع مهراق.

إنه الموت لا يفرق بين الكرام واللئام، ولا الأحرار ولا الطغام، فهو مصير كل الأنام.

أرى الموت يعتام الكرام                  عقيلة مال الفاحش المتشدد

كؤوس المنايا يشربها الورى            على الرغم شبان وشيب وأكهل

لقد فني يومك، وأفل نجمك، وغابت شمسك، وبكاك أبوك وأمك، وأولادك وعرسك، وأهلك ومجتمعك، لقد بكاك اخوانك وأخواتك، وأحبابك وخلانك.

نفوسنا مليئة بالأسف والحسرات، وألسنتنا تجيش بالنبرات، ومقلنا تفيض بالعبرات، وأذهاننا تنوء بالخطرات، فيا أسفا لفراقك، ويا أسفا لذهابك، ليت شعري كم دهمنا بمصابك، أم كم فقدنا بغيابك، فيا ليت شعري هل لك رجعة،؟ أم لك أوبة؟ ففي القلب آنة، وفي النفس زفرة، لكن هيهات هيهات ورب الكعبة، حتي تجي النفخة.

إذا وجدت أوار النار في كبدي          ذهبت نحو سقاء القوم أبترد

هبني بردت برد الماء ظاهرة            فمن لنا على الأحشاء تتقد

فرحمك الله يا عمر، و يا ليتنا متعنا بك دهر، لكنه القضاء والقدر، ما عنه مناص ولا مفر، نعم لقد حل بك أمر فيه عبرة لمن اعتبر، ومواعظ لمن ادكر، فأحسن الله بعدك الخلافة، وأورثك دار الكرامة، وجبر مصابنا بك ومصب الأهل والقرابة.إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

اختيار الموضوع في: 
    يا عمر تبكيك المنابر

د. حمزة بن سليمان الطيار

صحيفة الرياض 4/1/1423هـ

الحمد الله القائل:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] وأصلي وأسلم على من قال له ربه{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وبعد: فخير أليم، ونبأ حزين، أقلق الفؤاد، وأفجع البلاد والعباد، ألا وهو موت فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام." data-share-imageurl="">