هدى القحطاني

غاب عام وجاء عام وغابت شمس الإمام

هدى بنت سلطان القحطاني

 الرياض

صحيفة الجزيرة بتاريخ:12/1/ 1423هـ

 

إن الأمة الإسلامية ودعت عصر يوم الجمعة 2/1/ 1423هـ أحد أئمة الحرم المكي الشريف ألا هو الشيخ الفاضل الدكتور عمر السبيل رحمة الله عليه وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، ورزق الله أهل بيته الصبر والسلوان، وآجر الله إمامنا الكبير والده الشيخ محمد السبيل في عظم مصيبته وعوضه خيرا منها ونذكره بقوله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه".

وندعو لطلابه ومحبيه بالصبر والثبات ونذكرهم بقول أبو بكر الصديق رضى الله عنه عندما كان يعزي أحدا: "اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم تصغر مصيبتكم وعظم الله أجركم".

إننا نرثي اليوم هذا الإمام، والأقلام ما جفت مدادها من الكتابة عن فقد العلماء !.. إن الإمام عمر السبيل أقبل على ربه بخير ونور ولما لا؟!. وهو الذي قضي حياته ما بين ذكر الله وطلب علم ونشره ودعوة للدين والفضائل والمعالى، وإمامة للمصلين في بيت الله الحرام فأيامه كلها بإذن الله في طاعته ورضاه.. اشترى نفسه بطاعة الله وباع دنيا رخيصا وعز من قال:{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ }[التوبة: 111]فهنيئا له قرب لقاء الأحبة محمد وصحبه.

 جعل الله سبحانه قبره روضة من رياض الجنة ... قد رحل وترك دنيا فانية... وترك أياما تتقلب لا يعلم أحدنا ما ينتظره فيها وما تخبئ له لياليها!؟...

إن هذا الإمام أحبه الله فرغب في لقائه، توجه لربه وفي انتظار أعماله الحسنة والحور الحسان قد تزين بانتظار لقائه... ابتلاه الله بما أصابه ليرى حجم صبره وثباته وإيمانه وليس هناك أشد مما أصابه.

فكان نعم الرجل القوي الإيمان، الثابت الجنان فنحن نسمع أخباره وندعو له ومرضى المسلمين وبقدر حزننا لفقده، وهو أحد أئمة بيت الله العتيق بقدر ما سرتنا خاتمته وهو على المحجة البيضاء، رحل إلى رحاب ربه بقلب مؤمن صابر على فراش المرض والألم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..

نعم الشيخ المؤمن تقي الخلق نقي القلب الذي أيقن أن له ربا ملاقيه، وأن له بيتا هو ساكنه فاسترضي ربه قبل لقائه وعمر بيته قبل انتقاله إليه... نسأل الله له ذلك ولا نزكيه ولكن نشهد له بما شهد به المسلمون وبما شهدت له صلواته بالمسلمين في الحرم العظيم، وآيات تلاها فيه وترددت أصداؤها في الدنيا.

فإلى جنة الخلد يا إمام بيت الله العتيق وإلى رضوانه، وفسيح جناته،"إنا لله وإنا إليه راجعون" والحمد لله على قضائه وقدره.

اختيار الموضوع في: 
غاب عام وجاء عام وغابت شمس الإمام

هدى بنت سلطان القحطاني

 الرياض

صحيفة الجزيرة بتاريخ:12/1/ 1423هـ

 

إن الأمة الإسلامية ودعت عصر يوم الجمعة 2/1/ 1423هـ أحد أئمة الحرم المكي الشريف ألا هو الشيخ الفاضل الدكتور عمر السبيل رحمة الله عليه وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، ورزق الله أهل بيته الصبر والسلوان، وآجر الله إمامنا الكبير والده الشيخ محمد السبيل في عظم مصيبته وعوضه خيرا منها ونذكره بقوله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه"." data-share-imageurl="">