مرثية فضيلة الشيخ د. سعود الشريم

مرثية فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام :

مات الخطيب

خبر أتانا قرب جنح ظلام

هز الفؤاد فقض فيه منامي

مات الخطيب إمام أطهر بقعة

هذا قضاء الواحد العلام

عمر السبيل في التراب مجندل

تالله هذي لوعة الأقوام

في الحج أضحى للمخيط مجردًا

واليوم أمسى شبه ذي الإحرام

يبكيه في كل البلاد أحبة

يبكيه جمع من بني الإسلام

فليهنه جمع أتاه مشيعًا

يدعوا له بالعفو والإنعام

يا نفس عزي في المصيبة أمة

مكلومة بالحزن والآلام

عزي وقولي للخليقة قولة

ميعادنا بجنائز الأعلام

عهد مضى عشنا صفاء محبة

فكأنه الأضغاث في الأحلام

شيخ جليل لا أقول تزلفًا

فالمذق سوء وهو غير تمام

إن شئت فقهًا أو أردت تواضعًا

أو بذل نصح من شفاه إمام

نفحات عطر في فؤاد نير

متوقد يرجو بلوغ مرام

الفقه في جنبيه مثل صيارف

ينبيك عن حل به وحرام

والسمت سمت العارفين تلطفًا

بالحزم يمضي ممسكًا بزمام

خطب تناثر كاللالئ ثرة

لله در الفارس الضرغام

في البيت أم المسلمين مصليًا

متخشعًا لله عند مقام

رأي حصيف يستضيء بهمة

أكرم بهذا العالم الهمام

قلب حوى من كل حق زهرة

هذا مآثره مدى الأعوام

مهما سكبت الود بالأقلام

تالله ما وفيت كل خصاله

ما ضيع الأوقات حين أضاعها

من قطعوها مثل قطع حسام

ما هكذا وقت الفتى في عمره

سهو ولهو ثم فيض غرام

فالوقت مثل السيف في طياته

معنى يفوز به ذووا الأفهام

فالله ندعوا أن يثيب خطيبنا

خيرًا جزيلاً وسط دار سلام

وزواجه بالحور في جناته

آمين يا ذا الجود والإكرام

صلى الإله على الحبيب محمد

ما هل قطر إثر ومض غمام

 
اختيار الموضوع في: