مرثية د. فريد الزامل
مرثية د. فريد الزامل عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
عنيزة 6/محرم/1423هـ
لَوعَةُ فَقْدٍ
في رثاء فضيلة الشيخ د.عمر بن محمد السبيل .. رحمه الله تعالى
|
أفاضت عيون يوم فقدك أم همى |
من القطر ميزاب يصب من السما |
|
أم الناس كل الناس قد أجمعوا على |
بكائك في سيل من الدمع مسجما |
|
كسا الفقد إشراق الوجوه كآبةً |
ونارًا لظاها في الجوانح أَضرما |
|
ولا فقد تخشاه النفوس وتشتكي |
إذا حل سقمًا مبرحًا ومؤلما |
|
سوى فقد من كانت شمائله ندىً |
أناف ، وعلمًا لا يزال معظما |
|
فأروى عقولاً من معين نقيةٍ |
وأروى قلوبًا من محبته ظِما |
|
إذا قدر الرحمن خيرًا لعبده |
يفقهه في الدين منه تكرما |
|
أبا أنسٍ لولا المحبة لم تكِفْ |
عليك مآقٍ من محاجرها دما |
|
ولم تصل نيران الفراق حشاشةٌ |
يريش إليها حسنُ خلقك أسهما |
|
عليك ذرفت الدمع والدمع آيةٌ |
لما اختار في كنه المشاعر مجثما |
|
وما لي لا أبكي فما عيب من بكى |
تقيًا على عرش السماح تسنما |
|
عرفتك نبراسًا يضيء بشاشةً |
ويسفر ربعًا دون جودك مظلما |
|
أناخ لديك الجود فانتظر الندى |
فقيرًا ومسكينًا لبابك يمما |
|
خلقت عطوفًا لا تني عن رفادة |
ومن كان ذا عطف أفاض وأكرما |
|
تواضعت فاستعليت عزًا ورفعةً |
وسابقت في عليا المنازل أنجما |
|
أممت جموع الناس في خير بقعةٍ |
ترتل آيات الكتاب ترنما |
|
وناديت تحت البيت تخطب واعظًا |
وبلغت ميراث الرسول معلما |
|
بنفسي ذاك الصوت ما أعذب الصدى |
صداه وما أصمى نواه إذا رمى |
|
أبا أنسٍ ما نصف شهر أشفني |
وأيبس مني كل عرق وأسقما |
|
سوى سدفة عظمى على القلب خيمت |
وآل نظيري من قتامتها عمى |
|
فلم تصطبح تلك القتامة بالذي |
تمنيت لكن بالذي كان أشأما |
|
ظللت بها حيران حينًا إلى الرجا |
أقاد وأحيانًا إلى اليأس مرغما |
|
أُصبتَ ..فكان القلب من خوفه الردى |
ضجيعك .. في قسم العناية نُوِّما |
|
فوالله ما فارقت عيني ساعةً |
ولا القلب ، بل ذكراك ترفل فيهما |
|
وكنتُ إذا عين الخلائق هومت |
وآوت إلى جنب من العيش أهضما |
|
دعوت إله الناس أن يكشف الذي |
أصابك من داء أضر وألما |
|
هو الله حسبي لا يكون سوى الذي |
أراد .. قضاءً للبرية ملزما |
|
فلما أفلت اليوم عن صفحة الدنا |
وغادرتها تشكو ظلامًا مُعَتِّما |
|
تضرعت للرحمن أن يجعل الذي |
أصابك تكفيرًا لذنب تقدما |
|
وأن تسكن الفردوس في جنة العلا |
وتلحق بالصحب الكرام منعما |