مرثية أ.عبد الرحمن الحارثي
مرثية الأستاذ / عبد الرحمن بن سعيد الحارثي :
جل المصاب وعم الحزن يا عمر |
وغبت عن ساحة التعليم يا قمر |
وغبت عن مسجد يبكيك منبره |
وقد دهانا الأسى والحزن والخبر |
في كل آونة نبلى بفاجعة |
في عالِم بجميل الذكر يشتهر |
في مطلع العام يا للهول من خبر |
محا الصفاء وحل الكرب والكدر |
الله يحصي فعال الخير من عمر |
وكم عُمَرٍ بل كم حجج قد حجها عُمَرُ |
كم خطبة قالها في البيت كم عظة |
كم من محاضرة والجيل قد حضروا |
ومال للدين عن دنيا وزخرفها |
كالسيف دل على تأثيره الأثر |
إن المقادير تجري في أعنتها |
وللمقادير في أحداثها عبر |
نور انطفا واختفى في عز نشأته |
بعد استضأنا وبان النور والثمر |
فتيُّ سنٍّ وفي المقدار شبه أب |
في أسرة مدحهم بالطيب ينتشر |
وغصن روض ذوى في الترب مضجعه |
من بعد ما لاح فيه اليمن والزهر |
سرور قلبي انقضى لما قضى ومضى |
إذ في الشباب انتهى للناسك العمر |
لو رد ترديد دمع فائتًا لجرت |
دموع منها يفيض العين والنهر |
والصبر مر وحلو في عواقبه |
يا حبذا لصبر ، طوبى حظ من صبروا |
ووالد الشيخ شيخ في تصبره |
درس لمن حزنه للنفس يعتصر |
فقيدنا كلنا والحزن يشملنا |
والحزن في كل قلب بان يستعر |
يا أسرة في احتساب الأجر سائرة |
حاشا لأمثالكم ينتابهم خور |
للموت أرض ووقت في مصارعنا |
سيجرع الموت من ناموا ومن سهروا |
تسليمنا الأمر للرحمن طمأننا |
وكلنا مؤمن مهما قسى القدر |
إنا إلى الله مهما حل مرجعنا |
وللأنام بما يجريه معتبر |
إنا إلى الله رب الكون مرجعنا |
وليس يجدي الضنى والغم والضجر |
فقيدنا نسأل الرحمن يرحمه |
في جنة قد جرى من تحتها نهر |
وعوض الله بالخيرات أسرته |
وأمة للشباب الغر تفتقر |
يا من له جنة ترجى له سكن |
وآخر الفجر في الآيات والزمر |
غادرت دنيا وأحزانًا نكابدها |
فغصن إخواننا في الدين يهتصر |
في كل قطر بني الإسلام في كبد |
وحاط إسلامنا بالكفر من كفروا |
لا حول لا قوة إلا بخالقنا |
قد زلزلت أرضنا الأحداث والغير |
لكعبة الله للإسلام تعزيتي |
لمنبر البيت والأماق تنهمر |
لكل طلابكم بل كل أسرتكم |
منا التعازي وبالتسليم نأتزر |
وللجميع التعازي من ضمائرنا |
وإننا كلنا للصبر نفتقر |